٢٠١٠/١١/٢٦

٢٠١٠/١١/١٢

لماذا لا نريدهم أن يكونوا أطفالا ؟؟


أتساءل ...
لماذا لا نريدهم أن يكونوا أطفالا ؟
ألسنا من يعارض أن يصبح الأطفال نسخا مصغرة للكبار ؟
ألسنا من يقول : ( اليهال صاير لسانهم شطوله هالأيام ... اليهال يعرفون كل شي ... اليهال يتشرطون و ما يعجبهم أي شي ... يهال آخر زمن )

الطفل بكل بساطة يريد أن يكون طفلا كما يفترض به أن يكون
غني بتلك البراءة التي فطر عليها ، طيب و صريح ، منطلق نحو الحياة ، نحو هذا العالم الكبير المجهول ليتعرف عليه و يتكيف معه
يريد أن يصرخ ... أن يصدر صوتا يثير اهتمام من حوله ليلبوا حاجاته ...
يريد أن يلعب ... يقفز ... يركض بعيدا ليشعر بالحرية و السعادة ... يريد أن ينمو جسده و عقله و وجدانه
يريد أن يتناول طعامه بنفسه ... يجرب تذوق كل تلك الأصناف الملونة الموجودة أمامه مهما كانت النتائج ...
يريد أن يعبث ... أن يكتشف الأشياء بأقصى ما تسمح به إمكاناته
يريد أن يشعر أنه فرد من العائلة ... محبوب و يلاقي الاهتمام و الرعاية دائما
يريد أن يبكي إذا فقد الأمان ... لأنه ليس مؤهلا للدفاع عن نفسه و حمايتها حتى الآن

يريد أن يبدو طفلا في لباسه و مظهره ... يكره التكلف و المظاهر المملة

لكننا نمنعه و نوجه إليه الإرشادات التالية :

* حين تسمح حالتنا المزاجية و عند اللزوم يمكنك أن تصدر صوتك و تعبر عن ما نريد فهمه فقط و ما عدا ذلك يفضل أن تكون في حال الصمت (mute) لأنك آلة يتحتم عليها الانصياع لأوامرنا دائما .

* يمكنك اللعب في حال توفر وقت فراغ عند الخادمة ، فالجميع مشغولون ، و بالتأكيد ما نفعله أهم بكثير مما تفعله أنت فهو مجرد لعب !!

* طفلنا العزيز يمكنك قضاء وقت طويل أمام التلفاز كما تفعل الكنبات الموجودة في الصالة ، و حين تعتاد على هذا الأسلوب في قضاء وقتك سنقوم بتقليص وقت مشاهدتك فجأة لأن هذا الأمر مضر بصحتك و يضيع وقتك ، و أصبح يفوت علينا برامجنا المفضلة .

*لا يحق لك أن تلمس شيئا من أصناف المائدة لكي لا تتسخ ملابسك ، كل ما عليك فعله هو فتح فمك و بلع الطعام بسرعة حتى لا تضيع وقتنا .

* لمس الأثاث و الأشياء داخل المنزل ممنوع منعا باتا باستثناء ما يوجد في غرفة الخادمة ، و عدا ذلك فهو ليس عرضة للعب و لهو الصغار .

* نعم يا صغيري العزيز بالتأكيد ستحصل على قبلاتنا أنا و بابا لأننا سنتواجد معك لأقصر فترة ممكنة ، أنت مهم بالتأكيد لكن لديك من سيعتني بك نحن ندفع لها شهريا ، أما نحن فلا أحد سيعتني بنا إذا أصبحنا معدمين ماديا و غير مقبولين اجتماعيا لأننا لم نحافظ على عملنا و لم نؤدي واجباتنا و مستحباتنا الاجتماعية التي لا تنتهي من أجلك .

* أمممم طفلي العزيز الأمان هو زجاجة الحليب و ملابسك و لعبتك الجديدة و حبسك على الأريكة أو في غرفة الخادمة ، و بالتأكيد وجودنا في البيت بعيدين عنك !

* و أخيرا يا طفلي الحبيب عليك أن ترتدي ما نختاره لك دائما لأنه سيجعلك مواكبا للموضة العصرية ، حتى لو جعلك ذلك تبدو كأبيك الناضج .


زبدة الحديث : نحن الكبار و الآباء نفرض الكثير من الأمور على أطفالنا وفقا لأسباب و اعتبارات آخر ما يراعى فيها هو طبيعة الطفل و رغباته و حاجاته ، و عندما يتكيف الطفل مع هذا الوضع ليصبح شيئا شبيها بنا ننتقده و نصب جام غضبنا عليه مع أننا نحن السبب الرئيسي في ذلك .


ملاحظة : قد تكون الأمثلة التي أوردتها للطفل مقاربة أكثر لطفل ما قبل المدرسة و بالتحديد طفل مرحلة الحضانة ، لكن الفكرة الأساسية تشمل أطفال مرحلة ما قبل المدرسة و تلاميذ الابتدائية .