٢٠١٠/٠٥/٢٣

ماروكو الصغيرة :)




عندما كنت صغيرة كنت أحب شخصية ماروكو و أتابع حلقات مسلسلها الكرتوني الجميل ، في كل يوم لها مغامرة و قصة ، أحب تفكيرها الطفولي و طريقة عرضها لمخاوفها ، الكثير من مشاكلها كانت تشبه مشاكلي في أثناء فترة الطفولة ، نظرتها إلى الكبار و أختها المراهقة حيث لا تفهم طريقة تفكيرهم أحيانا ، لكن مع كل هذا فهي تحل مشاكلها في النهاية و تنتهي كل الصراعات غالبا حينما يحل وقت النوم و الراحة بعد يوم مجهد طويل ، هكذا كان يوم الثلاثاء بتاريخ 18 - 5 - 2010م بالنسبة لي ، كنت أجهز لهذا اليوم منذ أسابيع ، كيف لا و فيه سأعرض قدراتي على التدريس أمام الطالبات و الدكتورة ، هذا اليوم كان هو الموعد الذي حددته دكتورتي منى القربان لي لأعرض حلقتي فيه ، لم يكن جمع الوسائل التعليمية و صناعة الأفكار المناسبة هو همي الوحيد ، فقد كان يؤرقني و يقلقني ما هو أشد من ذلك بالنسبة لي و هو الإلقاء أمام مجموعة من الأشخاص منهم الصديق و منهم الغريب ، الجميع يعرفني بصفة الهدوء و انخفاض الصوت منذ كنت صغيرة ، و التحدث أمام جمع كبير من الناس كان أشد مخاوفي ، حيث لم أستطع التغلب عليه خلال تجاربي في العروض التقديمية السابقة في مقررات أخرى ، لكن هنالك شيء دفعني هذه المرة لأقدم على كسر حاجز الخوف هذا ، في الحقيقة هي عدة أشياء و ليست شيئا واحدا ، أولها أن مصيري في المستقبل سيقودني لأكون معلمة للأطفال ، كيف سأكون معلمة لهم و أنا حتى الآن لم أتجاوز أكبر مخاوفي ، لن أستطيع أن أكون معلمة ناجحة و مميزة إذا لم أكسر هذا الحاجز ، و ثانيها هو حماسي الشديد للتدريس بعد أن رأيت مثيلاتي ممن قدموا حلقاتهم قبلي منهم المميزة و منهم الفاشلة ، و هذا ما زاد روح التحدي لدي و جعلني أصر على أن أكون من الفضليات ، نعم لقد اعتدت على أن أكون من المميزات أو المتفوقات في الدراسة و في هذا التحدي خاصة لن أقبل أن أكون أقل من ذلك ، لقد قررت في نفسي أن أقدم أفضل ما لدي أن أبذل أقصى ما أستطيع , و أن ما سأقدمه سيعجب دكتورتي و بقية الطالبات و سيمتدحنني عليه ، هذا ما كنت أتخيله و أفكر فيه خلال الأسابيع الماضية ، و حين أتذكر الأطفال و أتخيل نفسي كمعلمة متميزة يقدرها الجميع من الآن و إلى المستقبل تعطيني هذه الأفكار دافعا قويا لأكون ما أريد و ليس ما يتوقع الناس ، و فعلا حان وقت تقديمي ، بدأت بخوض التحدي كما خططت له أن يكون ، كان كل شيء جاهز ، و إن كانت هنالك أخطاء ناجمة من التوتر و النسيان كانت تحل بسرعة ، و الحمد لله و بعد جهد جهيد نجحت بفضل الله و حلال المشاكل أبو الحسن و دعاء والدتي لي و زميلاتي اللاتي ساعدنني في إتمام الدرس أعجب الجميع بالحلقة و حزت على استحسان أغلب الطالبات و امتداحهن و على استحسان أستاذتي أيضا حيث أشادت بتقديمي رغم بعض الانتقادات البسيطة بما أنها المرة الأولى التي أقدم فيها درسا ، لقد كان هنالك نقدان في الحقيقة أحدهما هو هدوئي النسبي في بداية الحلقة الذي أرجعته الأستاذة فورا و كبقية الناس إلى طبيعة شخصيتي ، و وعدتها أنا بدوري أن أصبح أفضل مع الوقت و الممارسة ، آسفة لقد أطلت عليكم في وصفي لذلك اليوم ، لكن أتعرفون لماذا اخترت ماروكو كبداية لموضوعي ؟

لأنني كنت أشعر بأنني صغيرة و ضئيلة بين الناس بسبب خجلي الاجتماعي كما كانت ماروكو صغيرة في حجمها ، كانت لدي مغامرة في ذلك اليوم و تحدي لأكبر مخاوفي ، كان لدي ذلك القلق الذي يملأ قلب طفلة صغيرة في حضرة الكبار و خلال تجربة جديدة ، كانت لدي إيجابيتها الطفولية في الحياة و شعورها بأن لا شيء مستحيل مع المحاولة ، كان يحيطني ذلك الدعم المعنوي الجميل من أهلي و أقاربي و زميلاتي كما كانت ماروكو تحصل عليه من أهلها و خاصة جدها العجوز و صديقتها أم نظارة ، و بالتأكيد حظيت بنهاية سعيدة في ذلك اليوم كما كانت تحظى بها بعد معظم مغامراتها الشيقة ، و بابتسامة عريضة رافقت شفتاي حتى خلودي للنوم بعد يوم طويل و شاق .

و أخيرا قفزت عن ذلك الحاجز المخيف إلى عالم أفضل صنع لي بعد تلك التجربة التي لا تنسى ، و أحب أن أوجه شكري الخاص إلى :

* أمي الحبيبة ( أكبر دعم لي و هي من ساعدتني في شراء مستلزمات الحلقة ) و أخوتي و أخواتي و والدي .
* عمي أبو يوسف ( أحضر لي بعض مستلزمات الحلقة ) .
* دكتوري و أستاذي علي عاشور الجعفر (فهو من علمني صنع طيور الكركي التي استخدمتها في الدرس و أعطاني دفعة كبيرة للخروج من سجني بعد قراءتي لقصته الرائعة - قصة مربع - )
* صديقاتي الزهراء و فاطمة ( شاركوني في التحضير للحلقة و بعد انتهائي من الدرس في توضيب الأغراض ) و مريم ، و زميلاتي إيمان و خلود و منى و مريم ( شاركن في حلقتي كأطفال و ساعدوني في التحضير لها ) .
* جدتي الحبيبة التي بحضرتها في منزلنا انهالت في مخيلتي معظم الأفكار الرائعة و المبدعة للدرس ( صج أم الخير مثل ما يسميها أبوي :) .

هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

وفقك الله يا معلمة المستقبل :)

وفعلا ماروكو كان عجيب :))

تحياتي

معبرة يقول...

أجمعين يا رب
و شكرا على مرورك الطيب :)