تواجهنا الكثير من الأحداث في حياتنا و المواقف التي قد تتطلب منا اتخاذ قرارات بشأنها ، و نقوم نحن بالاختيار بين البدائل المتاحة لدينا و اتخاذ قرارنا النهائي ، لكن المشكلة هي عندما نجهل عواقب هذا الاختيار أو القرار ، فهناك بدائل قد تكون واضحة و معروفة بالنسبة إلينا مثل اختيارنا تناول فاكهة من إحدى فاكهتين معروفتين بالنسبة لنا كالتفاح أو البرتقال ، فيتوقف الخيار هنا أو اتخاذ القرار على تفضيلنا لأحدهما على الآخر ، أو لمدى موافقة هذا البديل لغرضنا من عملية الاختيار ( الأنفع - الألذ - الأسهل في التقطيع ...) ، و هناك بدائل بعضها معروف و الآخر مجهول ، أو أن يكون كلاهما مجهولا، و أقصد بالمجهول هنا ليس جهلنا بشكلها أو بوجودها بل جهلنا بماهيتها و عواقب اختيارها ،مثلا قد يعرض عليك تناول فاكهة غريبة تجهل مذاقها فوائدها و مضارها ، لكنها خيار لك ، و الخيار الثاني أو البديل هو ترك تناولها ، ربما يكون شكل هذه الفاكهة مشجعا على أكلها ، و لكن هذا لا يزيل الغموض عنها ، بالنسبة لي أنا أكره اتخاذ القرارات بشأن بدائل غامضة مثل هذه أنا لا أعرف معلومات كافية عن البديل ، لا أعرف عواقب قراري بشأنه، و لكن كل ما أعرفه أنني قد أخسر شيئا إن لم اتخذ القرار الصحيح ، و الأمر الذي يجعل مواجهة هذه البدائل الغامضة الأبعاد حتمية في حياة الانسان هو كون بعضها ضروريا و عاجلا لا يقبل التأجيل ، مثل البدائل المتاحة للطالب عندما يريد اختيار تخصص معين مع كون خلفيته عن هذه التخصصات سطحية أو غير كافية ليختار منها ما يناسبه ، أو مثل اختيار الفتاة بين بديلي الزواج من رجل معين من عدمه ، هي تجهله (في الغالب) لا تعرفه لا تعرف ماضيه ، طريقة تفكيره ، ما يفضله و ما يكرهه ، هي لا تعرف ما ستكون عليه حياتها إن وافقت أو إن لم توافق ، اتخاذها للقرار مهم جدا حتى دون توفر معلومات كافية عن عواقب البدائل ، مما يجعل الاختيار صعبا جدا ، بالتأكيد هناك طرق لتبديد بعض هذا الغموض المحيط بالبدائل ، لكن ذلك غير كافي لجعل الصورة النهائية التامة للبديل واضحة لنا ، مازال ينتاب عواقبها مالا نعلمه ، لذلك فإن التوكل على الله هو من أهم العوامل التي تساعد الانسان على اتخاذ القرار المناسب في مثل هذه المواقف بعد أن يحاول أن يعرف أقصى ما يمكنه معرفته عن هذه البدائل في الوقت الراهن و مدى مناسبتها لغرضه من الاختيار .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق