٢٠١٠/٠١/٢٩

هي .. الزواج و المجتمع


أصبح مثل الواجب الثقيل على المرأة ( أن تتزوج ) ، المجتمع بأكمله يتوقع منها أن تؤدي هذا الدور (دور الزوجة دور الأم ) و يترقب ذلك ، و عندما تبلغ الفتاة في المجتمع الكويتي 18 سنة تقريبا تدرك أنها دخلت في سجن هذا الهم ، الجميع يدعو لها بأن تتزوج و أن توفق (بالريال الخلوق الدين اللي يعزها و يرزها) و هي تبتسم بخجل مصغية إلى الدعوات ...و تنمو في نفسها مع الوقت الأماني بأن يتحقق ذلك الحلم الجميل ، أن ترتدي الفستان الأبيض تدخل و كأنها أميرة الحفل المنتظرة ثم يأخذ فارس الأحلام بيدها إلى عشهما الزوجي السعيد ....

لكن ماذا لو أن هذه الأمنية الجميلة لم تكن من تطلعات هذه الفتاة ، فالفتاة العصرية الآن قد لا يكون همها الأول و الأخير هو الزواج ، فهي يمكن أن ترى أن تحقيق ذاتها و استقلاليتها و إتمام تعليمها أهم من هذه الأمنية الوردية التي تجدها فتاة أخرى أهم أهداف حياتها و أسمى تطلعاتها ، ماذا لو تأخرت عليها أمنيتها هذه ، و أصبحت مهووسة بالزواج ( و قامت تكتب على دروج المكتبة العامة اللي في الكلية تكفون إدعولي أتزوج ؟!! ) ، ماذا لو بدأت الفتاة بالبحث لنفسها عن زوج من الشارع ( من المارينا و لا الأفنيوز من أي داهية عادي أهم شي أحصل ريل ) ، ماذا لو ...و لو ... و لو ...

فحياة كل فتاة و نظرتها إلى الزواج مختلفة ، لكن المجتمع و الأهل يبقون متمسكين بهذا التطلع مصرين عليه و هو أمر طبيعي هذا الاهتمام بقضية التكاثر و التناسل ، لكنه لا يعد الفتاة بتحقق هذه الأمنية ، و إن تحققت لا يعدها بأن يكون شريك حياتها كما تخيلته في أحلامها ، هو يقول لها مع الرجل : إنه الواقع فاستيقظي يا فتاة و انظري إلينا ، و اعلمي أنك ملامة على أحلامك و أقوالك و أفعالك و وجودك في المجتمع و عدم حصولك على الزوج المناسب .

فعندما لا توفق الفتاة لأن تتزوج يقولون عنها : ( إي لو إهي مثقفة و تشتغل مثل هالبنات جان تزوجت / لو إهي مهتمة بنفسها و بأناقتها جان تزوجت / لو ما فيها عيب جان تزوجت / لو موافقة على واحد من الخطاب اللي إيون لها ختى لو كان طوط طوط جان تزوجت....و يطلعون فيها إمية ألف عيب و عذروب ) إي و الله أهم شي تتزوج و بعدين عاد كل شي يصير خير عليه يتعدل ، و إذا تزوجت المسكينة و ما توفقت بريل سنع بقولون : ( إي العيب منها مو من الريال الريال ما يعيبه شي / لو هي سنعه جان اعرفت شلون تتعامل مع ريلها / لو هي فطينه جان من البداية ما وافقت عليه ، لو فيها خير جان ما خذاها واحد جذي .....) ، ليست هذه كل الحالات ، لكن في أغلبها كما نرى المرأة ملامة من المجتمع على أمور تمس قضية الزواج و ليس لها الحكم و القضاء فيها ، هو نفسه يقول : ( الزواج قسمة و نصيب ) ، و هو الذي يلومها و يعاتبها على بقائها عانسا عزباء من دون زوج ، أو على زواجها الفاشل حتى لو كان سبب ذلك يعود إلى القضاء و القدر ، قد يكون للمرأة يد في صنع و ضعها الذي تشتكي منه ، لكن يظل للمجتمع دور في ذلك ينكره هو و يجعل اللوم الأكبر على هذه المرأة التي قد يكون هو سببا في افتعال أصعب مشكلاتها بسبب عاداته و تقاليده التي يكون قد ورثها من عصر الجاهلية مثل : ( لمن يرفع مهر البنت و يصير مكاسر بين أبو الريال و أبو البنت جنها بضاعة لين يطفش الريال و يروح ياخذ له وحده من بره مهرها أرخص ، و لا لمن يجبر البنت تتزوج من ولد عمها حتى لو مليون مرض وراثي راح يطلع بعيالهم ... و غيرها من العادات و القوانين اللي ما أنزل الله بها من سلطان .

سؤال واحد و أخير : ليش المجتمع إصعب على المرأة مسألة الزواج ....ليييش ؟؟؟

ليست هناك تعليقات: