٢٠١٠/٠١/٣١

لا تسألني !!

هي سمة وجدتها عند معظم الرجال الذين قابلتهم في حياتي سواء الأقرباء أو في مكان الدراسة ، ليس تطرفا مني و تحيزا للنساء دون الرجال و لكنني أمانة لم أجد هذه الصفة عند أي من النساء اللاتي قابلتهن ما عدا واحدة كان تركيزها سريع التشتت و فترة انتباهها بسيطة لأسباب خاصة أثرت عليها .

يقوم أحدهم بطرح سؤال علي يريد أن أجيبه و ما أن أهم في الإجابة حتى أحال سمعه و بصره إلى شيء آخر و كأنه لم يسألني ، أو أن يترك لي ثوان للحديث فإن لم يسمع ما يريد يقوم بتحويل انتباهه إلى شيء آخر ، لكنني أتساءل لم يصدر منه هذا التصرف و أقوم بوضع الاحتمالات التالية : إما أنه يعرف الإجابة مسبقا و يريد مني مجرد تأكيد عليها ، لا يعرف الإجابة و لا يهتم بمعرفتها لكنه يسأل فقط لغرض ما يريد تحقيقه - ليشعرني باهتمامه مثلا - ، أن يكون هو نفسه مستمع سيء لمن حوله ، أو ربما كان مشغولا بالاستماع إلى عدد كبير من الناس و بالتالي لا يلتقط إلا القليل مما يقولونه فهو يسمع ما يبحث عنه أو ما يسمح له الوقت بسماعه ، هذه بعض الأسباب التي وضعتها لأبرر هذا التصرف ، لكن في كل الأحوال أفضل أن لا يقوم شخص بسؤالي عن شيء ما إذا كان غير قادر على الاستماع لي حتى النهاية أو إلى أن يفهم وجهة نظري التي أقصدها على الأقل و من ثم لا بأس إن حذف من مسامعه بقية الكلمات فالمعنى المهم قد وصل إليه ، و هذه سمة مميزة و رائعة عند البعض و هي أن يلتقط ما نعنيه بالفعل في كلامنا حتى قبل أن نتمه ، و هو أفضل ممن يتحدث و لا يسمع من غيره ، حتى لو كان من آداب التواصل أن تستمع لغيرك إلى أن ينتهي من كلامه كما يسمعك هو إلى النهاية ، و إلا فقد لا يحقق التواصل هدفه مما ينجم عنه مشاكل أخرى كثيرة ، و منها جعل أحد الطرفين يحد رغبته في التواصل مع الآخر .

عند النساء قد نجد مثل هذه السمة و لكن بشكل آخر ، فهي تسمع ما تقوله لها و لكنها لا تستمع و لا تنصت بانتباه و اهتمام ، أو أنها تتحدث و تتحدث و تتحدث حتى لا تترك لغيرها مجالا للحديث ، لكنني في الغالب أجدها إن سألت عن شيء فهي تريد أن تعرف عنه حقا و لا يكون سؤالها لغرض آخر غير ذلك و إلا فهي لا تسأل و تفتح قناة للتواصل هي في الأساس غير مستعدة لها .

لتواصل أفضل : استمعوا لمن تتحدثون إليه كما تحبون أن يستمع إليكم .

ليست هناك تعليقات: